روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | قبلة الجبين...عرفان ووقار

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > قبلة الجبين...عرفان ووقار


  قبلة الجبين...عرفان ووقار
     عدد مرات المشاهدة: 2220        عدد مرات الإرسال: 0

من طبيعة مسحات الجمال ألوان زاهية تنعكس من على أثواب أنيقة تزيد الجسد لياقة آو ترسل في الوجه إشعاع فيه من الضياء ما يطبع جمالين بدل جمال واحد.

ومن طبيعة مسحات الجمال ذاك الإتقان من الله في خلقه.. تجذب لها إستئناس المحبين لتصبح ألفة ثم مودة خالصة نقية.

ولصفاء السريرة مسحة أخرى تبعث على الثقة والتوادد بأنشودة الأمل، يرددها المحبون على مسامع الإنسانية لتستمر بإستمرار نبض الحياة الهنيئة طالما فيه إصرار على حياة يكسوها ذوق جمالي يهز المشاعر ويصل العقول بالمعاني السامية، فيغدو الشجون يتطلع إلى المقامات الرفيعة والأدب العالي، فتنبعث ذهنية الأدبيات بالفن الرفيع فيتمتع السمع والبصر باللحن العذب الذي تلين له القلوب القاسية لتأثير الكلمة الطيبة والأداء الجيد لإيقاع الأمل.

فمسحات الجمال تمتد إلى المبدع والمتلقي للإبداع فتتفتح بذلك العقول وينزاح الكره من على طريق التحابب، فيطلق العنان لمشاعر التراحم والتلاحم برابطة هي في الله جمعت شملا غريبا وألفت بين قلوب لم تكن لتتآلف لولا ذاك الحب في الله.

..لكن، لي مسحة جمال كبرت معي أو ربما كبرت معها لأنها فرضت تقاليدها على سلوكي منذ صغري في أن اقبل على الجبين كيان يكبرني سنا ونضجا وفكرا ولما لا هدوءا في العطاء..هي همسة بنبرة الإحترام والإنضباط في حسن الإحترام والوقار لمن أهداني يوما ما كلمة طيبة وأعانني على صعاب الحياة في عام من عمري كان بمثابة دهر بثقل المعاناة، فإخترت قبلة الجبين ردا للجميل بسلام ووداعة، ولأن قلبي إزداد إتساعا مع الأحزان وإزدادت دموع عيوني جمالا بلمعانها، فراحت البسمة الشاردة تترجم على لساني أطياف الرضى ببريق الذكريات، فلم تكن للآهات أنة بل كانت منارة تحمل أمواج الحيرة لأنها أغرقتني في أعماق بحر الصمت لكل ما هو ينتمي لكيان أحببته في الله فختمت على جبينه قبلة الوقار..فرسمت بسمة منقوشة بأمل أني مسافرة مع أشواق الطيور الباكية وتناهيد الطبيعة في كل مكان يحيط بي..

لا زلت اذكر دفء قبلة الجبين على أخت لي كبرت على يديها فإزدادت قيمة العالم عندي بميزان التقوى لحسن صنيع الله..فغفوت على وقع نصائحها على حقيقة الدنيا في أن الصعب قد يجعلني أعانق أخطائي في إندفاع مني لإحتواء الضعف.

لكني على الصعب في القرار..لم أتجرأ يوما على نقد أبيات خواطرها ولم أتجرأ في أي فرصة من الفرص أن اكره غلظة منها على الرغم من قسوة الأيام علي..لكن قبلة الجبين كانت المانع في أن اقبل على نكران الجميل، فكان للقلب معها خفقات ولدمعي فيها دقات وفي صدري لهيب وزفرات..لم يكن لساني يقدر على التعبير في كل ما عانيته من ألم، لكن للأسف كان بعد الوصال إرتحال، فناداني الركب الراحل أن وداعا..فهتف قلبي ولساني..لا..لا ترحلي، لكن سابقني القدر في أن لا عودة بعد رحيل، فأدركت أن نفحات إيماني كانت عذبة وأنا إستشعر فرقة الألفة، فرحلت على الذكريات الجميلة وإحتفظت بقبلة الجبين وأعطيت عهدا على نفسي في أن لا إهديها لأحد حتى لا تضيع معالم الوقار لغير ذي الوقار..فكان التسليم لقضاء الله وقدره وكلي آمل في العودة لأني أخشى على قبلة الجبين أن يتخطفها مني احد وهي لصاحبة التميز ولا أريد لغيرها بديلا..بإذن المولى وبمراده تعالى عز شانه وعلا...

الكاتب: سميرة بيطام.